كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {الصابرين} ومابعده يجوز أن يكون مجرورا، وأن يكون منصوبا صفة للذين إذا جعلته في موضع جر أو نصب، وإن جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعنى.
فإن قيل: لم دخلت الواو في هذه وكلها لقبيل واحد؟ ففيه جوابان: أحدهما أن الصفات إذا تكررت جاز أن يعطف بعضها على بعض بالواو، وإن كان الموصوف بها واحدا، ودخول الواو في مثل هذا الضرب تفخيم، لأنه يؤذن بأن كل صفة مستقلة بالمدح، والجواب الثاني أن هذه الصفات متفرقة فيهم، فبعضهم صابر وبعضهم صادق، فالموصوف بها متعدد.
قوله تعالى: {شهد الله} الجمهور على أنه فعل وفاعل، ويقرأ {شهداء لله} جمع شهيدا أو شاهد بفتح الهمزة وزيادة لام مع اسم الله، وهو حال من يستغفرون، ويقرأ كذلك إلا أنه مرفوع على تقدير: هم شهداء، ويقرأ {شهداء الله} بالرفع والإضافة، و{أنه} أي بأنه في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف في غير موضع {قائما} حال من هو، والعامل فيه معنى الجملة: أي يفرد قائما، وقيل هو حال من اسم الله: أي شهد لنفسه بالوحدانية، وهى حال مؤكدة على الوجهين، وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ محذوف {العزيز الحكيم} مثل الرحمن الرحيم في قوله: {وإلهكم إله واحد} وقد ذكر.
قوله تعالى: {إن الذين} الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، ويقرأ بالفتح على أن الجملة مصدر، وموضعه جر بدلا من أنه لاإله إلا هو: أي شهد الله بوحدانيته بأن الدين، وقيل هو بدل من القسط، وقيل هو في موضع نصب بدلا من الموضع، والبدل على الوجوه كلها بدل الشيء من الشيء وهو هو، ويجوز بدل الاشتمال {عند الله} ظرف العامل فيه الدين، وليس بحال منه لأن أن تعمل في الحال {بغيا} مفعول من أجله، والتقدير: اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال {ومن يكفر} {من} مبتدأ، والخبر يكفر، وقيل الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر، وقيل الخبر هو الجواب، والتقدير: سريع الحساب له.
قوله تعالى: {ومن اتبعنى} {من} في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت: أي وأسلم من اتبعنى وجوههم لله، وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف: أي كذلك، ويجوز إثبات الياء على الأصل وحذفها تشبيها له برؤوس الآى والقوافي، كقول الأعشى:
فهل يمنعنى ارتيادى البلا ** د من حذر الموت أن يأتين

وهو كثير في كلامهم {أأسلمتم} هو في معنى الأمر: أي أسلموا كقوله: {فهل أنتم منتهون} أي انتهوا.
قوله تعالى: {فبشرهم} هو خبر إن، ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذي فعلا، وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر، ولا تمنع إن من دخول الفاء في الخبر لأنها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته، فلو دخلت على الذي كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر.
ويقرأ {ويقاتلون النبيين} ويقتلون هو المشهور، ومعناهما متقارب.
قوله تعالى: {يدعون} في موضع حال من الذين {وهم معرضون} في موضع رفع صفة لفريق، أو حالا من الضمير في الجار، وقد ذكرنا ذلك في قوله: {أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}.
قوله تعالى: {ذلك} هو خبر مبتدإ محذوف.
أي ذلك الأمر ذلك، فعلى هذا يكون قوله: {بأنهم قالوا} في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الإشارة: أي ذلك الأمر مستحقا بقولهم وهذا ضعيف، والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره: أي ذلك العذاب مستحق بقولهم.
قوله تعالى: {فكيف إذا جمعناهم} كيف في موضع نصب على الحال، والعامل فيه محذوف تقديره: كيف يصنعون أو كيف يكونون، وقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا.
قوله تعالى: {قل اللهم} الميم المشددة عوض من ياء، وقال الفراء: الأصل يا ألله أمنا بخير، وهو مذهب ضعيف، وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع {مالك الملك} هو نداء ثان: أي يا مالك الملك، ولايجوز أن يكون صفة عند سيبويه على الموضع، لأن الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده، وأجاز المبرد والزجاج أن يكون صفة {تؤتى الملك} هو ومابعده من المعطوفات خبر مبتدإ محذوف: أي أنت، وقيل هو مستأنف، وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى، وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه، والتقدير: من يشاء إتيانه إياه، ومن يشاء انتزاعه منه {بيدك الخير} مستأنف، وقيل حكمه حكم ما قبله من الجمل.
قوله تعالى: {الميت من الحى} يقرأ بالتخفيف والتشديد، وقد ذكرناه في قوله: {إنما حرم عليكم الميتة} {بغير حساب} يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف: أي ترزق من تشاؤه غير محاسب، ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل: أي تشاء غير محاسب له أو غير مضيق له، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أو مفعول محذوف: أي رزقا غير قليل.
قوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون} هو نهى، وأجاز الكسائي فيه الرفع على الخبر، والمعنى لا يبتغى {من دون} في موضع نصب صفة لأولياء {فليس من الله في شئ} التقدير فليس في شيء من دين الله، فمن الله في موضع نصب على الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليه {إلا أن تتقوا} هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب، وموضع أن تتقوا نصب لأنه مفعول من أجله، وأصل {تقاة} وقية، فأبدلت الواو تاء لانضمامها ضما لازما مثل نحاة، وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وانتصابها على الحال، ويقرأ تقية ووزنها فعيلة، والياء بدل من الواو أيضا {ويحذركم الله نفسه} أي عقاب نفسه، كذا قال الزجاج، وقال غيره: لاحذف هنا.
قوله تعالى: {ويعلم مافى السموات} هو مستأنف، وليس من جواب الشرط لأنه يعلم ما فيها على الإطلاق.
قوله تعالى: {يوم تجد} يوم هنامفعول به: أي اذكر، وقيل هو ظرف والعامل فيه {قدير} وقيل العامل فيه {وإلى الله المصير} وقيل العامل فيه: ويحذركم الله عقابه يوم تجد فالعامل فيه العقاب لا التحذير، {وما عملت} ما فيه بمعنى الذى، والعائد محذوف وموضعه نصب مفعول أول، و{محضرا} المفعول الثاني هكذا ذكروا، والأشبه أن يكون محضرا حالا، وتجد المتعدية إلى مفعول واحد {وما عملت من سوء} فيه وجهان: أحدهما هي بمعنى الذي أيضا معطوفة على الأولى، والتقدير: وما عملت من سوء محضرا أيضا، و{تود} على هذا في موضع نصب على الحال والعامل تجد.
والثانى: أنها شرط وارتفع تود على أنه أراد ألفاه أي فهى تود، ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لأن الشرط هنا ماض.
وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع.
قوله تعالى: {فإن تولوا} يجوز أن يكون خطابا فتكون التاء محذوفة: أي فإن تتولوا وهو خطاب كالذى قبله، ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضي.
قوله تعالى: {ذرية} قد ذكرنا وزنها وما فيها من القراءات، فأما نصبها فعلى البدل من نوح وما عطف عليه من الأسماء، ولايجوز أن يكون بدلا من آدم لأنه ليس بذرية، ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا والعامل فيها اصطفى {بعضها من بعض} مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرية.
قوله تعالى: {إذ قالت} قيل تقديره اذكر، وقيل هو ظرف لعليم، وقيل العامل فيه اصطفى المقدرة مع آل عمران {محررا} حال من ما وهى بمعنى الذي لأنه لم يصر ممن يعقل بعد، وقيل هو صفة لموصوف محذوف، أي غلاما محررا، وإنما قدروا غلاما لأنهم كانوا لا يجعلون لبيت المقدس إلا الرجال.
قوله تعالى: {وضعتها أنثى} أنثى حال من الهاء أو بدل منها {بما وضعت} يقرأ بفتح العين وسكون التاء على أنه ليس من كلامها بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الرب تعالى، ويقرأ بسكون العين وضم التاء على أنه من كلامها والأولى أقوى، لأن الوجه في مثل هذا أن يقال وأنت أعلم بما وضعت.
ووجه جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما، ويقرأ بسكون العين وكسر التاء كأن قائلا قال لها ذلك {سميتها مريم} هذا الفعل مما يتعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بحرف الجر تقول العرب سميتك زيدا وبزيد.
قوله تعالى: {وأنبتها نباتا حسنا} هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور وهو نائب عن إنبات، وقيل التقدير فنبتت نباتا، والنبت والنبات بمعنى، وقد يعبر بهما عن النابت، وتقبلها: أي قبلها، ويقرأ على لفظ الدعاء في تقبلها وأنبتها وكفلها وربها بالنصب: أي ياربها، و{زكريا} المفعول الثاني، ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء، وقرئ أيضا بكسرها وهى لغة، يقال كفل يكفل مثل علم يعلم، ويقرأ بتشديد الفاء والفاعل الله وزكريا المفعول، وهمزة زكريا للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق، وفيه أربع لغات: هذه إحداها، والثانية القصر، والثالثة زكرى بياء مشدد من غير ألف، والرابعة زكر بغير ياء {كلما} قد ذكرنا إعرابه أول البقرة، و{المحراب} مفعول دخل، وحق {دخل} أي يتعدى بفى أو بإلى لكنه اتسع فيه فأوصل بنفسه إلى المفعول، و{عندها} يجوز أن يكون ظرفا لوجد وأن يكون حالا من الرزق وهو صفة له في الأصل: أي رزقا كائنا عندها ووجد المتعدى إلى مفعول واحد وهو جواب كلما.
وأما {قال يا مريم أنى لك} فهو مستأنف فلذلك لم يعطفه بالفاء ولذلك {قالت هو من عند الله} ولايجوز أن يكون قال بدلا من وجد، لأنه ليس في معناه، ويجوز أن يكون التقدير فقال فحذف الفاء كما حذفت في جواب الشرط كقوله: {وإن أطعتموهم إنكم} وكذلك قول الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها

وهذا الموضع يشبه جواب الشرط، لأن كلما تشبه الشرط في اقتضائها الجواب.
{هذا} مبتدأ وأنى خبره، والتقدير من أين ولك تبيين؟ ويجوز أن يرتفع هذا بلك وأنى ظرف للاستقرار.
قوله تعالى: {هنا لك} أكثر ما يقع هنا ظرف مكان وهو أصلها، وقد وقعت هنا زمانا فهى في ذلك كعند فإنك تجعلها زمانا وأصلها المكان كقولك أتيتك عند طلوع الشمس، وقيل هنا مكان: أي في ذلك المكان دعا زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك، ودخلت اللام لزيادة البعد وكسرت على أصل التقاء الساكنين هي والألف قبلها، وقيل كسرت لئلا تلتبس بلام الملك، وإذا حذفت الكاف فقلت هنا للمكان والحاضر في هنا دعا {قال} مثل قال أنى لك {من لدنك} يجوز أن يتعلق بهب لى فيكون من لابتداء غاية الهبة، ويجوز أن يكون في الأصل صفة لـ {ذرية} قدمت فانتصبت على الحال، و{سميع} بمعنى سامع.
قوله تعالى: {فنادته} الجمهور على إثبات تاء التأنيث، لأن الملائكة جماعة، وكره قوم التاء لأنها للتأنيث، وقد زعمت الجاهلية أن الملائكة إناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراءة به جيدة، لأن الملائكة جمع وما اعتلوا به ليس بشئ، لأن الإجماع على إثبات التاء في قوله: {وإذ قالت الملائكة يا مريم} {وهو قائم} حال من الهاء في نادته {يصلى} حال من الضمير في قائم، ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم {إن الله} يقرأ بفتح الهمزة: أي بأن الله، وبكسرها: أي قالت إن الله لأن النداء قول: {يبشرك} الجمهور على التشديد، ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخففا، وبضم الياء وكسر الشين مخففا أيضا، يقال بشرته وبشرته وأبشرته.
ومنه قوله: {وأبشروا بالجنة} {يحيى} اسم أعجمى، وقيل سمى بالفعل الذي ماضيه حيى {مصدقا} حال منه {وسيدا وحصورا ونبيا} كذلك.
قوله تعالى: {غلاما} اسم يكون ولى خبره، ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لى متعلقا بها أو حالا من غلام أي أنى يحدث غلام لى؟ وأنى بمعنى كيف أو من أين {بلغني الكبر} وفى موضع آخر {بلغت من الكبر} والمعنى واحد لأن ما بلغك فقد بلغته {عاقر} أي ذات عقر فهو على النسب وهو في المعنى مفعول أي معقورة ولذلك لم يلحق تاء التأنيث {كذلك} في موضع نصب: أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك.
قوله تعالى: {اجعل لى آية} أي صير لى، فآية مفعول أول ولى مفعول ثان {آيتك} مبتدأ، و{ألا تكلم} خبره، وإن كان قد قرئ تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير: أنك لاتكلم كقوله: {ألا يرجع إليهم قولا} {إلا رمزا} استثناء من غير الجنس، لأن الإشارة ليست كلاما، والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم وهو مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع، ويجوز أن يكون مسكن الميم في الأصل، وإنما أتبع الضم الضم، ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع، وضم إتباعا كاليسر واليسر {كثيرا} أي ذكرا كثيرا، و{العشى} مفرد وقيل جمع عشية {والإبكار} مصدر، والتقدير: ووقت الإبكار، يقال أبكر إذا دخل في البكرة.
قوله تعالى: {وإذ قالت} تقديره، واذكر إذ قالت: وإن شئت كان معطوفا على {إذ قالت امرأة عمران} والأصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الإطباق، وكرر اصطفى إما توكيدا وإما ليبين من اصطفاها عليهم.
ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار الذي تعلق به لديهم، والأقلام جمع قلم، والقلم بمعنى المقلوم، أي المقطوع كالنقض بمعنى المنقوض والقبض بمعنى المقبوض {أيهم يكفل مريم} مبتدأ وخبر في موضع نصب: أي يقترعون أيهم، فالعامل فيه مادل عليه يلقون، و{إذ يختصمون} مثل {إذ يلقون} ويختصمون بمعنى اختصموا وكذلك يلقون: أي ألقوا، ويجوز أن يكون حكى الحال.
قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة} إذ بدل من إذا التي قبلها، ويجوز أن يكون ظرفا ليختصمون، ويجوز أن يكون التقدير اذكر {منه} في موضع جر صفة للكلمة، ومن هنا لابتداء الغاية {اسمه} مبتدأ، و{المسيح} خبره، و{عيسى} بدل منه أو عطف بيان، ولايجوز أن يكون خبرا آخر، لأن تعدد الأخبار يوجب تعدد المبتدإ، والمبتدأ هنا مفرد وهو قوله اسمه، ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث الكلمة، والجملة صفة لكلمة، و{ابن مريم} خبر مبتدأ محذوف، أي هو ابن، ولايجوز أن يكون بدلا مما قبله ولا صفة لان ابن مريم ليس باسم، ألا ترى أنك لا تقول اسم هذا الرجل ابن عمرو إلا إذا كان قد علق علما عليه، وإنما ذكر الضمير في اسمه على معنى الكلمة، لأن المراد بيبشرك بمكون أو مخلوق {وجيها}، {ومن المقربين}، {ويكلم} أحوال مقدرة، وصاحبها معنى الكلمة، وهو مكون أو مخلوق، وجاز أن ينتصب الحال عنه وهو نكرة لأنه قد وصف، ولايجوز أن تكون أحوالا من المسيح، ولامن عيسى، ولامن ابن مريم لأنها أخبار، والعامل فيها الابتداء أو المبتدأ أو هما، وليس شيء من ذلك يعمل في الحال، ولايجوز أن تكون أحوالا من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما ولعدم العامل في الحال.
قوله تعالى: {في المهد} يجوز أن يكون حالا من الضمير في يكلم: أي يكلمهم صغيرا، ويجوز أن يكون ظرفا {وكهلا} يجوز أن يكون حالا معطوفة على وجيها، وأن يكون معطوفا على موضع في المهد إذا جعلته حالا {ومن الصالحين} حال معطوفة على وجيها.
قوله تعالى: {كذلك الله يخلق} قد ذكر في قوله: {كذلك الله يفعل ما يشاء} قصة زكريا، و{إذا قضى أمرا} مشروح في البقرة.